وبحسب المجلة، “إن الدعم الأميركي ضروري لضمان بقاء إسرائيل، ومع ذلك سيظل بايدن يجد صعوبة في وقف القتال، كما ومن الصعب إيجاد تسوية سياسية في غزة، ومن المستحيل التخلي تماما عن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة. ومع ذلك، فإن تدخل بايدن يزيد بشكل كبير من احتمالات التحدي السياسي لنتنياهو، وهو ما قد يسعى إليه البيت الأبيض في نهاية المطاف. وجاء تحذير بايدن في مكالمة هاتفية متوترة مع نتنياهو استمرت حوالي 30 دقيقة، حيث طالب الرئيس إسرائيل “بالإعلان وتنفيذ سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة لمعالجة الأضرار التي لحقت بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة عمال الإغاثة”. كما طالب نتنياهو بمنح مفاوضيه سلطة إبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن والسجناء وتحقيق “وقف فوري لإطلاق النار”. وقال بايدن إن السياسة الأميركية ستتحدد من خلال “الإجراء الفوري” الذي ستتخذه إسرائيل”.
وتابعت المجلة، “كلمات بايدن بعيدة كل البعد عن احتضانه غير المشروط لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد أن قتل مهاجمو حماس 1200 شخص واختطفوا أكثر من 200 آخرين في المجتمعات الحدودية الإسرائيلية في 7 تشرين الأول. ومع تزايد المخاوف، والمطالبات الأكثر إصرارًا بأن تبذل إسرائيل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، واصلت إدارة بايدن تسليح إسرائيل حتى مع ارتفاع عدد القتلى المبلغ عنه إلى حوالي 33 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين. لقد كانت وفاة سبعة من العاملين في المجال الإنساني من مؤسسة خيرية أميركية، “وورلد سنترال كيتشن”، هي التي دفعت بايدن إلى تغيير موقفه”.
وأضافت المجلة، “يبدو أن مقتل عمال الإغاثة قد سلط الضوء على الكثير من الأخطاء التي ارتكبتها الحملة الإسرائيلية، خاصة وأنهم قاموا بتنسيق حركتهم في غزة مع الجيش الإسرائيلي، وكانت مركباتهم الثلاث تحمل علامات واضحة، ومع ذلك فقد تم استهدافهم بشكل منهجي من قبل طائرة مسيّرة مسلحة بأسلحة دقيقة. ويشير الهجوم إلى أنه حتى القوة العسكرية المتطورة مثل إسرائيل، كانت مهملة في حماية أرواح الأبرياء. إن حقيقة أن توفير الغذاء في غزة أصبح الآن في أيدي منظمات الإغاثة الخاصة توضح الفوضى السائدة هناك حيث ترفض إسرائيل تحمل المسؤولية الكاملة عن توزيع الغذاء”.
وبحسب المجلة، “أثارت الحادثة ضجة بين الديمقراطيين ذوي الميول اليسارية في أميركا، الذين أصبح غضبهم من الحرب مشكلة سياسية لبايدن في عام الانتخابات. وكان بايدن والديمقراطيون يزيدون الضغوط تدريجياً على نتنياهو، من فرض عقوبات على المستوطنين اليهود العنيفين في الضفة الغربية، إلى إسقاط المواد الغذائية من الجو فوق غزة، وصولاً إلى السماح بتبني قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار دون الفيتو الأميركي المعتاد. وفي ما يتعلق بالتكتيكات العسكرية، ترغب أميركا في الحصول على مزيد من الالتزامات بشأن حماية المدنيين، كما ترغب من إسرائيل استبعاد أو تأجيل غزو رفح في جنوب غزة إلى أجل غير مسمى”.
وتابعت المجلة، “تزداد المطالب الأميركية تعقيداً في ما يتعلق بوقف إطلاق النار، فقد أشار بايدن إلى أن الأمر سيظل مشروطا باتفاق بين إسرائيل وحماس لتبادل الرهائن والأسرى. وقد ثبت حتى الآن أن هذا الأمر بعيد المنال. وسرعان ما أدى ضغط بايدن إلى تنازل متأخر. وفي غضون ساعات من المكالمة، التزم مجلس الوزراء الإسرائيلي بفتح معبر إيريز والسماح بالشحنات المباشرة من أشدود، ، وفتح قنوات رئيسية جديدة إلى غزة. لكن نتنياهو سيكون مترددا في تقديم المزيد. أما أكبر تهديد يواجهه بايدن فهو حجب المساعدات العسكرية. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بايدن مستعدًا لمنع وصول الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل في خضم الحرب، وإلى أي مدى. وفي الواقع، استمرت المساعدات العسكرية لإسرائيل في التدفق حتى مع توتر العلاقات بين بايدن ونتنياهو”.
وأضافت المجلة، “أما بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين، فقد لا يتمكن بايدن من فعل المزيد لمساعدتهم بشكل مباشر. إن اتفاق الميزانية الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، والذي وقعه الرئيس ليصبح قانونًا، يمنع التمويل الأميركي لوكالة الأونروا، المزود الرئيسي للدعم الإنساني في غزة، لمدة عام واحد. وقامت أميركا ودول أخرى بتعليق المدفوعات بعد أن اتهمت إسرائيل موظفي الأونروا بالمشاركة في هجوم 7 تشرين الأول أو التواطؤ مع حماس. كما أن فكرة الرصيف العائم المؤقت في البحر، التي أعلنت عنها أميركا قبل أسابيع، من غير المرجح أن تكون جاهزة للعمل قبل أشهر”.
وختمت المجلة، “نتنياهو الآن في ورطة، إذا فعل ما يطلبه بايدن وخفف من استراتيجيته الحربية، فسوف ينفر شركاءه في التحالف اليميني المتشدد، أما إذا رفض الانصياع ودمر العلاقات مع الحامي الحيوي لإسرائيل، فقد لا يغفر له الجمهور الإسرائيلي. إن ضعف نتنياهو أصبح واضحاً بشكل متزايد”.
هل وصلت علاقات إسرائيل مع أميركا إلى نقطة الانهيار؟

ذكرت مجلة “The Economist” البريطانية أنه “بعد ما يقرب من ستة أشهر من الحرب في غزة، وجهت الولايات المتحدة إنذاراً نهائياً لإسرائيل في الرابع من نيسان: إما التحرك فوراً لحماية المدنيين الفلسطينيين أو مواجهة “تغييرات في سياستنا”. وكانت هذه أقوى إشارة حتى الآن وهي أن الرئيس الأميركي جو بايدن مستعد لخفض الدعم العسكري أو الدبلوماسي الحيوي لإسرائيل”.
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0
اترك ردك