سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صيني

بعد الإعلان عن سحب القوات الأميركية من النيجر قبل أيام، أعلنت واشنطن عزمها سحب قواتها من تشاد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، الجنرال باتريك رايدر إن عددا من القوات الأميركية في تشاد سيعيد التمركز خارج البلاد، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيكون “خطوة مؤقتة”.

وأرسلت الولايات المتحدة، الخميس، وفدا إلى النيجر لبدء محادثات مباشرة مع المسؤولين في نيامي بشأن سحب أكثر من ألف جندي أميركي من الدولة التي يحكمها الجيش.

وكان يوجد ما يزيد قليلا عن 1000 جندي أميركي في النيجر حتى العام الماضي. ويدرب أفراد من الجيش الأميركي القوات المحلية على قتال الجماعات المسلحة.

ووصف تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز سحب القوات الأميركية من تشاد بـ”ثاني ضربة كبيرة خلال أسبوع للأمن الأميركي، وسياسية مكافحة الإرهاب في منطقة مضطربة بغرب ووسط أفريقيا”.

ويضطر البنتاغون إلى سحب القوات الأميركية استجابة لمطالب حكومات أفريقية، ويعيد التفاوض على القواعد والشروط التي يمكن أن يعمل بموجبها الأفراد العسكريون الأميركيون.

ويؤكد محللون للصحيفة إن كلا من تشاد والنيجر “يريدان شروطا تخدم مصالحهما بشكل أفضل”، فيما تشير المعلومات إلى أن الخروج من النيجر للقوات الأميركية سيكون دائما، بينما تأمل واشنطن أن يكون الخروج من تشاد مؤقتا.

وتأتي المطالبات من هذه الدول إضافة إلى مالي وبوركينا فاسو بعد سنوات من التعاون مع الولايات المتحدة، في الوقت الذي تتقارب فيه مع روسيا، وتنشيء علاقات أمنية أوثق مع موسكو بحسب الصحيفة.

ويستخدم الكرملين سياسات الترغيب والترهيب لتحقيق أهدافه في أفريقيا، وكانت واشنطن قد حذرت الرئيس التشادي العام الماضي من أن مرتزقة روس يخططون لقتله، وأن موسكو تدعم المتمردين التشاديين الذين يتحشدون في جمهورية أفريقيا الوسطى، وفي الوقت ذاته كانت موسكو تتقرب مع بعض أفراد النخبة الحاكمة في تشاد، بما في ذلك وزراء والأخ غير الشقيق للرئيس.

وكانت كلا من تشاد والنيجر جزءا هاما ضمن جهود التعاون في مواجهة التنظيمات الإرهابية في أفريقيا، لكن المجلس العسكري الحاكم في النجير أنهى اتفاقا يسمح للقوات الأميركية بالعمل فيها، ودفعت تشاد برسالة لسحب القوات الأميركية منها.

ووفق تقرير لوكالة أسوشيتد برس سمحت اتفاقيات هامة مع النيجر وتشاد بوضع قوات أميركية فيها، ما شكل دورا حاسما في عمليات مكافحة الإرهاب، ودعمت تدريب الشركاء العسكريين.

وتثير هذه الانسحابات الأميركية من دول أفريقيا المخاوف من خسارة نفوذ الولايات المتحدة في القارة لصالح روسيا والصين بحسب الوكالة، خاصة وأنه في الوقت الذي أعلن عن سحب القوات الأميركية من النيجر، أعلن وصول مدربين عسكريين روسيين للدولة ذاتها.

وتوجد في النيجر قاعدة جوية أميركية رئيسية في مدينة أغاديز التي تبعد أكثر من 900 كلم عن العاصمة، وتستخدم لإطلاق طائرات مسيرة وغير مسيرة في عمليات مراقبة في المنطقة، والتي استثمرت فيها واشنطن ملايين الدولارات.

ولم يسبق أن جرى أي تغيير على مستوى القوات أو قاعدة الطائرات المسيرة الأميركية في النيجر التي تمثل محورا أساسيا في الاستراتيجيتين الأميركية والفرنسية لمحاربة المتطرفين في غرب إفريقيا بحسب فرانس برس.